بسم الله الرحمن الرحيم
السَــلامُ عـليكُــٍم ورحمــهـ الله وبـَـركــَاتـُـهـﮧ
الـحَـمـدُ للهِ رَبِّ الـعَـالـمِـيـنَ وَالـصَّلاةُ وَالـسَّلامُ
عَـلَـى أشرف المخلوقين سيدنا
و حبيبنا محمد الأَمِـيـن
وآله الطيبين ورضي اللهم عن صحبه أجمعين وسلم الله تسليما كثيرا
هل يحاسب السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم القيامة
السؤال:
السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلّا ظله، هل يدخلون الجنة بغير حساب؟
الجواب :
الحمد لله
عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال: قال نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ . قَالُوا : وَمَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : هُمْ الَّذِينَ لَا يَسْتَرْقُونَ ، وَلَا يَتَطَيَّرُونَ ، وَلَا يَكْتَوُونَ ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ..) رواه البخاري (5270) ومسلم (321) .
فهذه أربع صفات لا يحاسب أصحابها ولا يعذبون ، وأما غيرهم من الناس ممن لم تجتمع فيه هذه الصفات فيحاسبون.. ، ثم يغفر الله لهم .
عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ ابْنَ عُمَرَ كَيْفَ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي النَّجْوَى قَالَ : (يَدْنُو أَحَدُكُمْ مِنْ رَبِّهِ حَتَّى يَضَعَ كَنَفَهُ عَلَيْهِ فَيَقُولُ عَمِلْتَ كَذَا وَكَذَا فَيَقُولُ نَعَمْ وَيَقُولُ عَمِلْتَ كَذَا وَكَذَا فَيَقُولُ نَعَمْ فَيُقَرِّرُهُ ثُمَّ يَقُولُ إِنِّي سَتَرْتُ عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا فَأَنَا أَغْفِرُهَا لَكَ الْيَوْمَ ) رواه البخاري (2261) .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " وأجمع المسلمون على ثبوت الحساب يوم القيامة.
وصفة الحساب للمؤمن : أن الله يخلو به فيقرره بذنوبه ، حتى إذا رأى أنه قد هلك . قال الله له : سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم فيعطى كتاب حسناته .
وأما الكفار والمنافقون : فينادى بهم على رؤوس الخلائق : ( هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين ) متفق عليه من حديث ابن عمر .
والحساب عام لجميع الناس إلا من استثناهم النبي، صلى الله عليه وسلم ، وهم سبعون ألفاً من هذه الأمة منهم عكاشة بن محصن يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب. متفق عليه. وروى أحمد من حديث ثوبان مرفوعاً أن مع كل واحد سبعين ألفاً، قال ابن كثير: حديث صحيح وذكر له شواهد " انتهى من شرح "لمعة الاعتقاد" (1/38)
وقال الشيخ الفوزان حفظه الله: " هذا فضل عظيم، والبقيّة من الخلائق تُحاسب، منهم من يُحاسب حساباً يسيراً، ومنهم من يناقش الحساب " انتهى من "إعانة المستفيد شرح كتاب التوحيد" (1/87)
وقال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله: "ومعنى يقرره بذنوبه: يجعله يقر، أي : يعترف بها، كما في هذا الحديث: " أتعرف ذنب كذا أتعرف ذنب كذا ".
ومن المؤمنين من يدخل الجنة بغير حساب، كما صح في حديث السبعين ألفًا الذين يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب.
والحساب يختلف، فمنه اليسير وهو العرض، ومنه المناقشة. وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ليس أحد يحاسب يوم القيامة إلا هلك، فقلت يا رسول الله أليس قد قال الله تعالى: ( فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا ) فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم: ( إنما ذلك العرض وليس أحد يناقش الحساب يوم القيامة إلا عذب ) " انتهى من شرح العقيدة الواسطية (1/113) .
والحاصل : أن الخصوصية التي جاء ذكرها في الحديث ( يدخلون الجنة بلا حساب..) خاصة بمن جاء ذكرهم في الحديث ، أما ما عداهم من الناس فإنهم يحاسبون .
والله أعلم
الإسلام سؤال وجواب
اللهم ارزقني العفة والحياء والستر
اللهم ارزقني حسن الخاتمة